"مستقبل العمل: الاحتياجات والإمكانات والفرص"، عنوان التقرير الذي أصدره منتدى أسبار الدولي الذي استعرض فيه مستقبل العمل من حيث الاحتياجات والإمكانات والفرص المتاحة والمتوقعة في ظل جائحة كورونا التي فرضت العديد من التحوُّلات أبرزها، فقد نحو 25 مليون شخص لوظائفهم، وهو عدد أكبر ممن فقدوا وظائفهم في الأزمة المالية العالمية عام 2008 الذي بلغ 23 مليون شخص.
وأشار التقرير إلى أن بيئة العمل بعد الجائحة أصبحت تقتضي الاستثمار في المواهب والقدرات، كاشفا ما بات ينطوي عليه مستقبل العمل ما بعد كورونا من تحديات اجتماعية وإدارية عديدة، لا سيما ما يخص تنظيم علاقات العمل بين الأطراف، والمنظومة التشريعية المستحدثة.
وسلط التقرير الضوء على وظائف المستقبل بوصفها الوظائف التي تستجيب للمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتقنية، كما رصد عددا من المتطلبات لمواكبة تلك الوظائف، وخاصةً ما يتعلق منها بتنمية روح المبادرة وريادة الأعمال، واستخدام طُرق تدريس مبتكرة تكنولوجيًّا، والانفتاح على القرى الذكية وأودية السيليكون عن طريق الزيارات الافتراضية، فضلا عن استخدام نماذج المحاكاة للتعرُّف على التكنولوجيا الحديثة المرتبطة بالروبوتات والذكاء الاصطناعي.
كما تضمن التقرير توضيحا للمهارات المطلوبة لسوق العمل في المستقبل الذي يتزايد الاعتماد فيه على التكنولوجيا لإنجاز المهام الروتينية، لافتا إلى أن الموظفين سيكونون بحاجة إلى الارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم والتكيُّف بسرعة أكبر مع المتغيرات الحالية، مستعرضا أبرز المهارات المطلوب توافرها في المشتغلين بوظائف المستقبل منها ما يتعلق على سبيل المثال بإدارة وتحليل البيانات، والابتكار التقني، والعصف الذهني والقدرة على توليد الأفكار، ومنها ما يرتبط بالأمن السيبراني.
وفيما يتعلق بمستقبل ريادة الأعمال والشركات الكبرى، أكد التقرير على أنه يتعين على رواد الأعمال أن يتمتعوا في المستقبل بالقدرة على التكيُّف وتقبُّل الظروف المتغيرة، واعتماد مناهج جديدة، لافتا إلى أنه لم يعُد مناسبًا الاستمرار في محاولة إيجاد الأشخاص المناسبين للقيام بالوظائف المطلوبة دون التأكُّد مما إذا كانت بيئة العمل فيها ملائمة للحفاظ على الكفاءات. مبينا أن الشركات أصبحت بحاجة إلى التأقلم والمرونة لتجاوز الخسائر التي لحقت بها نتيجة لأزمة كورونا التي اجتاحت العالم كافة في ظل تأثُّر سلاسل الإمداد، والضغوط على التدفقات المالية.
أما بالنسبة إلى فيما الأبعاد الاجتماعية والنفسية الراهنة والمستقبلية للتغيرات في بيئة العمل؛ فقد خلص التقرير إلى أن هناك عدة انعكاسات نفسية واجتماعية سلبية نجمت عن التغيُّرات التي طرأت على بيئة العمل، منها ما يخصُّ الأمان الوظيفي، والشعور بالعزلة باعتبار أن الإنسان كائنٌ اجتماعي بطبعه.
وأوصى التقرير بضرورة الإفادة من تجربة جائحة كورونا واستغلالها لبناء مستقبل أعمال عن بُعد تتمتع بالاستدامة، وتدريب وتأهيل الموظفين الحاليين لمواكبة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى الإفادة من المنصات الرقمية في تمكين المرأة، وتعزيز مهاراتها لضمان حصتها في سوق العمل الرقمي الجديد، وبما يُحقِّق المساواة ومكافحة التمييز بين الجنسين.
كما أوصى التقرير بدعم رواد الأعمال في القطاعات المختلفة، بما يسهم في معالجة التحديات التي تواجه مشاريعهم الناشئة، والحفاظ على وظائف الأفراد وركائز معيشتهم وقت الأزمات، فضلا عن توجيه مزيد من الاهتمام بالقطاعات التي يُنظر إليها باعتبارها قطاعات مولِّدة لوظائف المستقبل، وكذلك العمل على تعزيز البعدين الإنساني والاجتماعي في الأعمال المعتمدة على التقنية والابتكار، علاوة على الاستمرار في تطوير منظومة الأنظمة والقوانين، واستحداث التشريعات بما يواكب متغيرات العمل ووظائف المستقبل المتغيرة.
التقرير متاح بالضغط على الغلاف ليتم تحميله: